هل تحتاج إلى مرشد مهني؟

كيف تحدد وتطلب من مرشد المساعدة في توجيه تطورك المهني.

اسأل معظم الأشخاص الناجحين عمّا إذا كنت بحاجة إلى الحصول على خدمات أحد المرشدين ومن المرجح أن تكون إجابتهم "نعم" بكل تأكيد. فمن الممكن أن يقدم لك المرشد الإرشاد والدعم في كل خطوة من حياتك المهنية، سواءً كنت بدأت للتو وتريد المساعدة في الوصول إلى إمكاناتك، أو تكافح لإيجاد المسار الصحيح، أو تتغلب على التحديات التي تواجهك عند وجودك لفرصة قيادة جديدة.

"إذا لم يكن لديك مرشدًا بالفعل، فأنت بحاجة إلى استشارة أحدهم"، فكما تقول ميشيل فلينت، وهي مدربة مهنية مقيمة في فلوريدا والتي كتبت على نطاق واسع عن المرشدين، "المرشد هو المفتاح بالنسبة لأي شخص مهتم بالحصول على وظيفة ذات مغزى وأكثر إرضاءً"

ومع ذلك، في حين أن الكثير منّا يفهم غريزيًا كيف يمكن للمرشد تقديم المساعدة اللازمة - بدءًا من تقديم التوجيه المهني وصولاً إلى تقديم الدعم والاتصالات المهنية - غير أن العثور على أحدهم قد يبدو أمرًا شاقًا. أولاً، عليك أن تعرف ما الذي تتطلع إلى تحقيقه من إنشاء علاقة مع أحد المرشدين. ثمّ يمكنك تحديد الشخص المناسب وتكوين العلاقة التي ستقدرها لسنوات قادمة.

ماذا تحتاج من المرشد؟

قبل أن تبحث عن مرشد مهني، عليك أن تقوم ببعض البحث الذاتي بنفسك. توضح فلينت قائلةً "يتعين عليك تحديد المسائل التي تحتاج إلى مرشد لأجلها". على سبيل المثال، إذا كنت قد قبلت للتو أول منصب إداري لك، فقد تحتاج إلى مرشد يُمكنه مساعدتك في أن تكون قائدًا أفضل. أو، إذا كنت قد تركت وظيفتك للتو من أجل بدء مشروع جديد، فقد تحتاج إلى مرشد يمتلك الخبرة في مجال عملك وريادة الأعمال.

للبدء، تقول فلينت إنه يجب أن تطرح على نفسك أسئلة ستساعدك على التركيز على أولوياتك وقيمك واستعدادك لقبول التعقيبات. قد تسأل نفسك أسئلة مثل:

  • ما الذي أتمنى أن أتعلمه بالضبط؟
  • ما صفة الشخص الذي يمكنني الحصول على المشورة منه؟
  • ما القيم التي أتحلى بها؟
  • ما الأهداف التي أرغب في تحقيقها هذا العام؟

ستساعدك الإجابات على هذه الأسئلة في اكتشاف المرشد المناسب لك - شخص يشاركك قيمك أو يفهمها، ويمكنه تقديم المشورة بطريقة بنّاءة وشخصية.

البحث عمّا يناسبك

ابدأ البحث بالتحقق مما إذا كان مكان عملك الحالي يقدم برنامجًا إرشاديًا، أو اطلب المساعدة من قسم الموارد البشرية. إذا لم يقدم صاحب العمل برنامجًا رسميًا، فابحث عن الزملاء في مؤسستك أو قطاعك ممن ينالوا إعجابك ويلهمونك. من الناحية المثالية، فإن مرشدك المحتمل هو شخص تعرفه بالفعل، ويتقدم عليك بعدة سنوات في حياته المهنية ولديه القدرة على تقديم المشورة من خلال خبرته العملية.

إذا لم يكن لديك مرشدًا محددًا، فحاول الوصول إلى خدمة العثور على مرشد محلي أو حاول الاستهانة بمؤسسة سكور، وهي منظمة غير ربحية وطنية تطبيق برنامجًا قويًا فيما يتعلق بتوجيه الأعمال. يمكن أن يمثل الاتصال بشخص قد لا تعرفه بالفعل لسؤاله عمّا إذا كان سيكون مرشدك تحديًا - لن تعرف ما إذا كان هذا الشخص على استعداد لتولي هذا الدور أم لا. لكن فلينت تؤكد أنه من الممكن تحديد مرشد لا تعرفه شخصيًا - ولكن عليك التعارف عليه أولاً.

إذا كنت قد حددت شخصًا في مجال عملك ترغب في التواصل معه، فاستخدم منصة "لينكد إن" لتحديد ما إذا كان لديك أي روابط مشتركة أو تعرف شخصًا يمكنه تسهيل التعرف على بعضكما. وبعد ذلك، اتخذ خطوات صغيرة لمعرفة ما إذا كان هذا الشخص مرشحًا حقيقيًا لأن يصبح المرشد الخاص بك أم لا. على سبيل المثال، أرسل له بريدًا إلكترونيًا أولاً لتقديم نفسك، واسأل الشخص سؤالاً محددًا يتعلق بعمله أو حياته المهنية. ستشعر سريعًا باهتمام الشخص بالتواصل.

تنمية العلاقة

خارج برامج الإرشاد الرسمية، تتطور الكثير من علاقات المرشدين بشكلٍ طبيعي. وتنصح فلينت ببدء محادثاتك بطرح سلسلة من الأسئلة الصغيرة ، حتى مع شخص تعرفه جيدًا. فبدلاً من أن تطلب من الشخص أن يكون مرشدك على الفور، اطلب منه النصيحة أو المشورة حول بعض الأسئلة المهنية المحددة التي قد تساورك. وإذا كنتم ستجتمعان وجهًا لوجه، فضع حدًا زمنيًا واحترم وقت الشخص بالالتزام به. بعد انتهاء محادثتك، ضع في اعتبارك الأسئلة التالية:

  • هل بدا أنه مستعد لتقديم المشورة؟
  • هل كان مهتمًا بالمساعدة؟

إذا كانت المحادثة مثمرة، وكان الفرد مستجيبًا بعدها، تقترح فلينت أنه "[ربما] يمكنك الاستمرار في طرح الأسئلة الصغيرة". أو قد تصل إلى نقطة تشعر فيها بالراحة عندما تطلب من هذا الشخص أن يكون مرشدك بطريقة أكثر رسمية.

توصي فلينت أيضًا بإيجاد فرص لرد الجميل لمرشدك منذ البداية، حتى تعود العلاقة بالفائدة على كلا الطرفين. وثمة العديد من الطرق التي يمكنك تقديم قيمة من خلالها، حتى لو كنت في بداية حياتك المهنية. على سبيل المثال، يمكنك تسهيل تقديم شخص ما يرغب مرشدك في مقابلته، أو مشاركة مقال مثير للاهتمام بشأن شيء كان يناقشه مرشدك، أو العمل ببساطة على تقديم الدعم. تقول فلينت: "لقد أدركت أن مرشدتي واجهت تحدياتها الخاصة أيضًا، وأنني قد أكون مستمعة جيدة لها". وهذا الأمر يمثل القيمة المقدمة.

بمجرد وضع الأساس، يمكن أن تكون علاقتك مع مرشدك رسمية أو غير رسمية، حسب إرادتك. قد تفضل عقد مقابلات منتظمة مع طرح موضوعات مناقشة مرتبة مسبقًا، أو تختار التواصل على أساس الحاجة. بصرف النظر عن ذلك، فإن قضاء الوقت في العثور على مرشد رائع يمكن أن يساعدك في تحقيق أهدافك المهنية والعثور على النجاح الشخصي.